29 - 06 - 2024

حتى أراك | داليا، قوة علمية ناعمة تجاهد للتغيير

حتى أراك | داليا، قوة علمية ناعمة تجاهد للتغيير

(أرشيف المشهد)

  • 28-7-2015 | 23:30

هذا الاسبوع استمتعت بدراسة دكتوراة مهمة للباحثة الدكتورة داليا احمد عبد الرحيم مصطفى حول مفهوم الرجولة كما تعكسه تنشئة الأم لأبنائها في المجتمع المصري: دراسة سوسيو أنثروولوجية".

داليا كما عرفتها تعتز بذاتها واسمها رباعيا اكراما لأب جليل ،الاستاذ الدكتور احمد عبد الرحيم مصطفى ، . أستاذ التاريخ ، الحاصل  على وسام المؤرخين العرب، والجائزة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام  1998م ، مؤسس  دعائم "سمنار" حلقة بحث التاريخ الحديث والمعاصر لطلاب الدراسات العليا مع أستاذه أ.د. أحمد عزت عبد الكريم فوضع له تقاليد وخطة عمل ساهمت في إبراز هذا السمنار الأول من نوعه في الدراسات الإنسانية في حينه واسمه وسمعته التي لازمته طوال نصف القرن

اقتربت من  داليا ، كنا طلبة تحت العشرين ، مع صديقة قلبي وعقلي دينا جمال ، وصديقتنا سوسن احمد عبد الرحيم مصطفى ، التي تجمعنا بتواصلها الجميل ،  يملؤنا الحماس ، والحب ، والبهجة ، والغضب ، والامل ، والحياة ، داليا طالبة الاعلام بالجامعة الامريكية ، انخرطت في مشاكل المرأة النفسية والاجتماعية فحولت المسار الاعلامي الى قضايا وهموم وأدوار المرأة ، درست الاكتئاب والمرأة في الماجستير ، و الان تقدم لنا دراسة عميقة ، تلقي حجرا في مياه راكدة ، وواقع مستقر على اخطاء تتوارثها الأجيال برعاية مجتمعية لابقاء الوضع على ماهو عليه ، ،اكدت داليا في دراستها ان الأم هي القوة الناعمة في الاسرة ، تؤسس لحاضر الأبناء وترسم طريق مستقبلهم ومستقبل مجتمعاتنا ، وان الأم التي تكون مصدراً لدعم وتمكين أبنائها ذكوراً وإناثاً هي تلك التي تسعى للتحقق الذاتي، أو تكون قد نشأت في أسرة مترابطة، أو تتسم علاقتها بزوجها بالتفاهم والتوافق والتكافؤ والدعم المتبادل، أو كل ذلك معاً.

وتطرح  الدكتورة داليا سؤالا : هل لدينا في المجتمع المصري أزمة رجولة ؟ و ترد من خلال دراستها لتؤكد ان لدينا  أزمة رجولة، وهي ترتبط بالتنشئة بشكل مباشر؛ إذ أنه رغم تعدد أنماط الرجولة - كما تبين من تحليل دراسات الحالة- هناك الكثير مما يدلل على أن هناك اختلالاً في بناء صورة الرجل عن نفسه. فهو مُطالَب بالامتثال لتوقعات الوالدين لتحقيق نجاح مهني أو مادي أو رياضي أو دراسي، لأنه "رجل" ، وتتعاظم القيم المادية ،وقد تختلط مفاهيم الرجولة بتوقعات غير ملائمة له ، متناقضة مع ما يملك من قدرات او مهارات ، او ينظر لكل ما يحيطه على انه ممتلكات ، ثم يقع فريسة لعدم التوازن والاحباط ، وترسيخ اخطاء نتوارثها  عن قيم الرجولة .

وتذهب داليا لابعد مدى لتطرح مفهوم تأنيث القهر ، في تعبير يدل على أحد أوجه تكريس المرأة نفسها لموروثات بالية ، وبموضوعية الباحث تقر ان القهر ليس صنيعة الرجل فقط، حسب ما هو متداول. بل أن هناك ضرورة للانفتاح الواعي على ظاهرة "قهر الرجل"، وعدم اختزال القهر والاضطهاد ليصبحا حكراً على المرأة باعتبارها الضحية الحصرية.

وتنظر الدكتورة داليا للمستقبل فترى ان المجتمع المصري في هذه الآونة يعيش عصراً واعداً ومبشراً فيما يتعلق بتمكين المواطن المصري، رجلاً أكان أم امرأة أم طفلاً. فقد لوحظ التفات السياسات العامة للدولة في الآونة الأخيرة إلى خطورة الأبعاد الاجتماعية والثقافية للإنسان وللمجتمع، وأهميتها في بناء الإنسان ونهضة المجتمع. وخير دليل على ذلك هو إدراك رئيس الدولة منذ بدايات توليه مسؤولياته، لأهمية دور المرأة بشكل عام، والأم بشكل خاص، بل ومخاطبتها وتوصيتها بشكل مباشر باعتبارها صانعة الرجال وأهم من يبني المجتمع. وهي المرة الأولى وفقا لمعلومات  الباحثة التي يوجه فيها رئيس الدولة خطاباً مباشراً وودياً للمرأة المصرية من كافة قطاعات المجتمع، الامر الذي يمكن استثماره بشكل جيد والخروج بإنجازات واقعية حقيقية.

مقالات اخرى للكاتب

 ثمن التجربة الاعلامية





اعلان